سورة الحجر - تفسير تفسير ابن الجوزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحجر)


        


قوله تعالى: {إِن المتقين في جنات وعيون} قد شرحنا في سورة [البقرة: 2 و25] معنى التقوى والجنات. فأما العيون، فهي عيون الماء، والخمر، والسلسبيل، والتسنيم، وغير ذلك مما ذُكر أنه من شراب الجنة.
قوله تعالى: {ادخلوها بسلام} المعنى: يقال لهم: ادخلوها بسلام، وفيه ثلاثة أقوال:
أحدها: بسلامة من النار. والثاني: بسلامة من كل آفة. والثالث: بتحية من الله.
وفي قوله: {آمنين} أربعة أقوال:
أحدها: آمنين من عذاب الله. والثاني: من الخروج. والثالث: من الموت. والرابع: من الخوف والمرض.
قوله تعالى: {ونزعنا ما في صدورهم من غِلّ} قد ذكرنا تفسيرها في سورة [الأعراف: 43] فإن المفسرين ذكروا ما هناك هاهنا من تفسير وسبب نزول.
قوله تعالى: {إِخواناً} منصوب على الحال، والمعنى: أنهم متوادّون.
فإن قيل: كيف نصب {إِخواناً} على الحال، فأوجب ذلك أن التآخي وقع مع نزع الغِلِّ، وقد كان التآخي بينهم في الدنيا؟
فقد أجاب عنه ابن الأنباري، فقال: ما مضى من التآخي قد كان تشوبه ضغائن وشحناء، وهذا التآخي بينهم الموجودُ عند نزع الغِلِّ هو تآخي المصافاة والإِخلاص، ويجوز أن ينتصب على المدح، المعنى: اذكر إِخواناً. فأما السرر، فجمع سرير، قال ابن عباس: على سرر من ذهب مكلَّلة بالزبرجد والدُّرِّ والياقوت، السرير مثل ما بين عدن إِلى أيلة، {متقابلين} لا يرى بعضهم قفا بعض، حيثما التفت رأى وجهاً يحبه يقابله.
قوله تعالى: {لايَمسُّهم فيها نَصَب} أي: لا يصيبهم في الجنة إِعياءٌ وتعب.


قوله تعالى: {نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم} سبب نزولها ما روى ابن المبارك بإسناد له عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «طلع علينا رسول الله من الباب الذي يدخل منه بنو شيبة، ونحن نضحك، فقال: ألا أراكم تضحكون؟ ثم أدبر، حتى إِذا كان عند الحِجر، رجع إِلينا القهقرى، فقال: إِني لمَّا خرجت، جاء جبريل عليه السلام، فقال: يا محمد، يقول الله تعالى: لم تقنِّط عبادي؟ نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم». وقرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو بتحريك ياء {عباديَ} وياء {أنيَ أنا}، وأسكنها الباقون.
قوله تعالى: {ونبئهم عن ضيف إِبراهيم} قد شرحنا القصة في [هود: 69] وبيَّنَّا هنالك معنى الضيف والسبب في خوفه منهم، وذكرنا معنى الوَجَل في [الأنفال: 2].
قوله تعالى: {بغلام عليم} أي: إِنه يبلغ ويعلم.


قوله تعالى: {قال أبشَّرتموني} أي: بالولد {على أن مسَّني الكِبَرُ} أي: على حالة الكِبَر والهرم {فبم تُبشِّرونَ} قرأ أبو عمر، وعاصم، وابن عامر، وحمزة، والكسائي: {تُبشِّرونَ} بفتح النون. وقرأ نافع بكسر النون، ووافقه ابن كثير في كسرها، لكنه شددها. وهذا استفهام تعجب، كأنه عجب من الولد على كِبَرِه. {قالوا بشَّرناك بالحق} أي: بما قضى الله أنه كائن {فلا تكن من القانطين} يعني: الآيسين. {قال ومن يقنط} قرأ ابن كثير، ونافع، وعاصم، وابن عامر، وحمزة: {ومن يقنَط} بفتح النون في جميع القرآن. وقرأ أبو عمرو، والكسائي: {يقنِط} بكسر النون. وكلهم قرؤوا {من بعد ماقَنَطوا} [الشورى: 28] بفتح النون. وروى خارجة عن أبي عمرو {ومن يقنُط} بضم النون. قال الزجاج: يقال: قنِط يقنَط، وقنَط يقنِط، والقُنوط بمعنى اليأس، ولم يكن إِبراهيم قانطاً، ولكنه استبعد وجود الولد. {قال فما خطبكم} أي: ما أمرُكم؟ {قالوا إِنا أُرسلنا} أي: بالعذاب. وقوله: {إِلا آل لوط} استثناء ليس من الأول. فأما آل لوط، فهم أتباعه المؤمنون.
قوله تعالى: {إِنا لمنجوهم} قرأ ابن كثير، ونافع وعاصم، وأبو عمرو، وابن عامر: {لمنجُّوهم} مشددة الجيم. وقرأ حمزة، والكسائي {لمُنجوهم} خفيفة.
قوله تعالى: {إِلا امرأته} المعنى: إٍنا لمنجوهم إِلا امرأته {قدَّرنا} وروى أبو بكر عن عاصم {قَدَرْنا} بالتخفيف، والمعنى واحد، يقال: قدَّرت وقدّرْت، والمعنى: قضينا {إِنها لمن الغابرين} يعني: الباقين في العذاب.
قوله تعالى: {إِنكم قوم منكرون} يعني: لا أعرفكم، {قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون} يعنون: العذاب، كانوا يشكّون في نزوله. {وأَتيناك بالحق} أي: بالأمر الذي لا شك فيه من عذاب قومك.
قوله تعالى: {واتَّبِعْ أدبارهم} أي: سِرْ خلفهم {وامضوا حيث تؤمرون} أي: حيث يأمركم جبريل.
وفي المكان الذي أُمِروا بالمضي إِليه قولان:
أحدهما: أنه الشام، قاله ابن عباس. والثاني: قرية من قرى قوم لوط، قاله ابن السائب.
قوله تعالى: {وقضينا إِليه ذلك الأمر} أي: أوحينا إِليه ذلك الأمر، أي: الأمر بهلاك قومه، قال الزجاج: فسَّر: ما الأمر بباقي الآية، والمعنى: وقضينا إِليه أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين. فأما الدابر، فقد سبق تفسيره [الأنعام: 45]، والمعنى: إِن آخر من يبقى منكم يَهْلِك وقت الصبح.

3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10